+ 961 1 971 319 info@wlculb.org

فخامة رئيس الجمهورية ممثلا ” بالوزير نهاد المنشوق
دولة رئيس مجلس النواب ممثلا” بالنائب محمد خواجة
دولة رئيس مجلس الوزراء ممثلا” بالنائب سمير الجسر
صاحب الدعوة مديرعام الامن العام  سيادة اللواء عباس ابراهيم المحترم
معالي رؤوساء واعضاء وفود الدول المشاركة
اصحاب المعالي والسيادة والسعادة المشاركين
حضرات الاصدقاء في الوفود الافريقية
زملائي الاعضاء في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وفي المجلس القاري الافريقي
السيدات والسادة  ، الحضور الكرام ،
لا يسعني في مستهل كلمتي ،الا ان أرحب بالجميع ، شاكرا” تلبية الدعوة  لحضور هذ المؤتمر ، منوّها “بأهمية مشاركتكم في النقاش ، وتبادل الافكار، أملا” في النتيجة النهائية لمؤتمرنا هذا ، أن نتوصل الى تقويم الافكار ، هادف لما أطلقنا عليه كعنوان عريض لانعقاد هذا المؤتمر ، وأعني اندحار الارهارب في المنطقة العربية ( بشكل خاص والعالم بوجه عام ) وتأثيره على القارة الافريقية وأغتنم هذه الفرصة السانحة في هذا اللقاء لأوجه تحية احترام، وتحية الوفاء ،وتحية التقدير لشعوب ودول القارة الافريقية التي تربطنا بها أواصرالصداقة ، والمحبة، والاخوة، والمصالح المشتركة عبر أجيال ترسخت من خلالها جسورالتواصل والتلاقي، والحواروالعمل، في مجالات الاقتصاد والثقافة، والتبادل المعرفي، الانساني الحضاري ، فأن كان اللبناني قد عمل واستثمر وتاجر في ربوع تلك القارة الحبيبة، فأنه يكّن في اعماقه بالغ التقدير لشعوب وحكومات تلك القارة ، ومن مختلف قارات الانتشار، والتي كانت وما تزال تعني للكثرين من اللبنانين  الذين هاجروا اليها بأن القارة الافريقية هي وطنهم الثاني، وطن الكفاح المشترك ، والعمل المشترك ، والمصير المشترك بين اللبناني والافريقي على حد سواء. فهما في المواطنين معا”، وهما في البناء معا”، وهما في الافراح والاتراح سواء بسواء ، وتلك هي حالتهم منذ اكثر من مائة وخمسين سنة مضت … وربما اكثر ويسعدني في هذا الصدد أن اشير الى ان المجلس القاري الافريقي سيحيي  احتفالية 150 عام على الوجود اللبناني  تحت عنوان لبنان – افريقيا في العام 2020 ويشرفني ان ادعوكم الى المشاركة بحفاوة  في هذه المناسبة منذ الان.
الحضور الكريم،
اللبنانيون في افريقيا يشعرون انهم في وطنهم الام، وانهم جزء من نسيج هذا الشعب الافريقي. لقد انشأ اللبنانيون المتاجروالصروح التجارية والصناعية والسياحية والطبية والخداماتية والتربوية والثقافية في بلدان تواجدهم في افريقيا، واصبحوا جزء من الدورة الاقتصادية – الاجتماعية يساهمون بتنمية البلدان الافريقية التي احتضنتهم ويقدمون خدامات نوعية وضرورية لتنمية هذه البلدان، كما ساهموا بمساندة هذه البلدان لملأ الفراغات التي تركتها بعض الشركات العالمية  توجهت الى بلدان اكثر امنا ” وربحية” وذلك خلال الازمات التي عصفت ببعض البلدان الافريقية  .ان الكثير من العادات والتقاليد المتبعة في الدول الافريقية  تجمعنا، فهنالك الالفة والمحبة التي ترسخت في وجدان اللبناني ازاء اخيه المواطن الافريقي، وازاء الارض الافريقية ذاتها، فأرتبطت تلك القيم جميعها لتكون قناعة ثابتة في ان اللبناني: لم ولن يترك بلدا” من بلاد افريقيا مهما المت بذاك البلد من ظروف صعبة ، أو ازمات طارئة ، او بعض الصرعات الداخلية ، كما هو حال العديد من بلدان العالم ، لقد تمسك اللبناني ببيته، بمتجره، بمركز عمله، وبحسه الوطني.
ايها الحضور الكريم ،
نحن في لبنان تصدينا للارهاب ، ودحرناه ، ولن ندخر جهدا” لنتقدم الصفوف الاولى في محاربة الارهاب في افريقيا والدفاع عن دولها التي لنا فيها وجود، كما هو حالنا في شتى بلدان الانتشار،
اخواني ،
لقد أن الاوان لنعي بعمق والادراك لأهمية مسألة التصدي لكل اشكال الارهاب ودحره أينما وجد،لأننا نعتبر ذلك مسألة وطنية ، قومية، كونية ، أنسانية ، مصيرية ولأننا ندرك أن دحر الارهاب واستئصاله ، وتجفيف منابعه، يعني المزيد من السلام العالمي، ويعني الاستقرار في لبنان  وافريقيا، وتلك هي ميزات اثار التخلص من ذاك الوباء الذي استشرى وهدد العالم  قاطبة في أمنه  واستقراره ، فأندحار الارهاب بكل بساطة : مجتمع أمن ، وازدهار اقتصادي وتوازن طبيعي بين مكونات الناس. ونحن وأخص اللبنانين، قادرين أن نكون أداة فعالة في دحر هذا الارهاب في القارة الافريقية كتفا” بكتف ويدا” بيد مع اخواننا الافارقة ، من اجل حياة سليمة وازدهار أمن ومستقبل واعد لاجيالنا على اساس المحبة والتسامح والاخوة الحقيقية .
وانتصارنا هذا مرهون بمدى حرصنا على وحدتنا وعلى صلابة وصدق تماسكنا فيما بيننا، وبذلك وحده يمكننا ان نقضي على الارهاب وعلى البيئة الحاضنة له في حال محاولته لاطلاله برأسه مرة ثانية .
وختاما” اتقدم بالشكرالجزيل لصاحب الدعوة اللواء عباس ابراهيم والذي يتمتع  بحس المسؤولية  الصادقة  تجاه المواطنين مغتربين ومقيمين ، وكذلك اخص بالشكر والامتنان الاخوة المسؤولين من الدول الافريقية الذين لبوا الدعوة  وأكرر وأقول أننا نحن وأياكم  يدا” بيد ، وعرفانا منا بحفاوة وضيافة شعوب ودول البلدان الافريقية الحبيبة ( بعد ان امتنعت بعض الدول الشقيقة من استقبالنا) ، فأننا  نعتبر أنفسنا سفراء لها لانها احتضنتنا في اصعب الظروف ، لما فيه خير ا” لنا ولكم معتبرين وجودكم خير دليل على الروابط التي تحمينا سويا” .
عشتم وعاش لبنان وعاشت افريقيا.
وشكرا” لكم جميعا” .
بيروت قي 26 تشرين الثاني 2018.